أمرت السلطات البحرينية بترحيل رجل فلبيني يعتقد أنه العقل المدبر وراء أكبر عمل إرهابي بحري في العالم. وقد سلمت السلطات البحرينية «روبن عمر بيستانو لافيلا الأصغر« الى السلطات الفلبينية لدوره في تفجير عبارة في خليج مانيلا ادى إلى مقتل 116 شخصا في 27 فبراير .2004 وكان نحو 900 شخص على متن هذه العبارة، التي يبلغ وزنها 10192 طنا، متجهين إلى مدينة كاجايان دو اورو حين وقع الحادث الإرهابي.
وقد أكد القائم بالأعمال في السفارة الفلبينية لدى البحرين «جوزيه ديلا روزا بورجس« هذا الخبر أمس. مضيفا أن السفارة ساهمت في إعادته إلى الفلبين يوم الجمعة الماضي. وقالت مصادر مطلعة: إنه تم التعرف على شخصيته الحقيقية بعد أن أظهر كشف مديونية حصل عليها من بنك بحريني وجود اسمه على قائمة لمجلس الأمن الدولي للمشتبه فيهم على ذمة قضايا إرهابية. وقد سبب إعلان خبر إلقاء القبض على لافيلا أمس صدمة لأصدقائه وزملائه الذين وصفوه بأنه شخص هادئ ومؤدب. جاء القبض على لافيلا بعد البحث عنه على مدى أربعة أعوام. وفي بداية يونيو الماضي ظهر اسمه على قائمة تابعة لوزارة الخزانة الأمريكية للمشتبه فيهم في قضايا إرهابية وأحد أعضاء حركة «رجاح سليمان الفلبينية«. وقال مدير مكتب التحكم في الأصول الخارجية لدى وزارة الخزانة الأمريكية «آدام زوبن«: إن قادة وأعضاء حركة «رجاه سليمان« مسئولون عن أعمال إرهابية تشمل مقتل المدنيين والسياح في الفلبين بهدف تقدم أجندتهم الإرهابية.
وكان الهدف من وضع الجماعة وسبعة من أعضائها على القائمة هو جعل عمليات الحركة أكثر صعوبة وزيادة عزلتها تجاه أنظمة المال العالمية. وبحسب المكتب فإن «لافيلا« قام بإيصال أموال إلى الحركة من أصدقاء عرب. كما قام قبل عام 2003 بإيصال نحو 200 ألف دولار الى الجماعة الإرهابية. ويعتبر لافيلا الذي ولد في مدينة «كالوكان« الفلبينية القائد الروحي للحركة وعمل باستخدام 11 هوية مختلفة. ويعتقد أن حركة «رجاح سليمان« لديها صلات مع جماعة أبوسياف والجماعة الإسلامية المنتسبتين إلى تنظيم القاعدة. وقالت مصادر مطلعة: إن لافيلا (35 عاما) كان قد هرب من الفلبين بعد شهر من تفجير العبارة في خليج مانيلا. وعاش فترة في المملكة العربية السعودية قبل القدوم إلى البحرين قبل عامين. وكانت القنبلة التي استخدمت في العملية الإرهابية تحتوي على 4 كيلوجرامات من مادة ال (تي إن تي) وتمت تخبئتها في جهاز تليفزيون على متن العبارة. وفي أعقاب التفجير أعلنت أكثر من جماعة إرهابية مسئوليتها عن الحادث إلا أن السلطات اعتقدت في بادئ الأمر أن الانفجار كان ناتجا عن حادث. وقال محللون في وقت لاحق: يعتقد أنه قد تم استهداف تلك السفينة بالتحديد بسبب رفض الشركة المالكة لها المثول لطلب من الحركة بدفع مبلغ حماية يقدر بمليون دولار. وبحسب المصادر الإعلامية الفلبينية فإن الشرطة تعتقد أن لافيلا كان متورطا أيضا في تفجير يوم فالينتاين الذي وقع في عام 2005 وقتل فيه سبعة أشخاص وأدى الى جرح المئات بعد أن انفجرت ثلاث قنابل متزامنة في غضون ساعة. ووقعت هذه الانفجارات في العاصمة «مانيلا« ومدينتي سانتوس ومينداناو. وأضافت التقارير الإخبارية أن لافيلا يواجه تهم العصيان والقتل أمام محكمة مدينة ماكاتي الإقليمية. وقال رئيس هيئة الهجرة مارسيلينو ليبانان: إنه كان قد ألقي القبض على «لافيلا« عندما حاول اقتراض مبلغ من بنك بحريني. وقد ألقي القبض عليه بعد أن ظهر اسمه على قائمة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة للمشتبه فيهم في قضايا إرهابية. وقال ليبانان: إن لافيلا كان يعمل محررا في مجلة محلية ومترجما لدى السفارة الفلبينية. وأضاف لصحيفة «ذا فلبين ستار« أن عودته إلى الفلبين استغرقت شهرا كاملا. ولكن وكيل وزارة العدل الفلبيني ريكاردو بلانكافلور قال: إنه تم إلقاء القبض على المتهم بعد تحقيق من قبل السفارة الفلبينية في البحرين. وأضاف: «إذا كنت إرهابيا حيثما كنت وحيثما اختبأت فإن العدالة ستأتيك، وهذه هي العبرة من هذه القصة«.
تحياتي
دلوعه